الاستخدام الذكي للتكنولوجيا التعليمية ودورها في تعزيز مشاركة المتعلمين
تُظهر التحليلات الحديثة في مجال التعليم أنّ الاستخدام الذكي لأدوات التكنولوجيا التعليمية – أي المنصّات، والبرمجيات، والموارد الرقمية التي تتيح تجارب تعلّم مخصصة لكل فرد – يُعدّ أحد العوامل الرئيسية في زيادة مشاركة الطلاب وتحسين أدائهم الأكاديمي. ويصحّ ذلك على مختلف المستويات التعليمية، من المدارس الابتدائية إلى التعليم العالي والمهني.
وبحسب استطلاعٍ شمل مدراء المؤسسات التعليمية، أفاد ٦٨٪ من المشاركين بأن مؤسّساتهم تستخدم تقنيات التعلّم التكيفي في جزءٍ من مناهجها على الأقل، فيما ترتفع هذه النسبة إلى ٨٥٪ في الجامعات ومؤسسات التعليم عن بُعد التي تمتلك بنى تحتية تقنية أقوى.
وفي كثير من الحالات، يُتَّخذ القرار المتعلق بتطبيق تقنيات التعليم بشكلٍ مشترك بين الكادر التعليمي، وخبراء تقنية المعلومات، والإداريين الأكاديميين؛ إذ يشير المشاركون إلى أنّ ثلاثة أطراف رئيسية تشارك في هذه العملية في المتوسط.
قيمة التعلّم المخصص وإعادة التفكير في الأساليب التعليمية
تنشأ قيمة التعلّم المخصص من قدرته على الاستجابة لوتيرة وأسلوب التعلّم الفريد لكل طالب، إضافةً إلى مساعدته في سدّ فجوات المعرفة. وتُظهر أحدث الاستطلاعات أنّ من بين ١٨ ميزة تم اختبارها، كان لاستخدام منصّات التعلّم التكيفي – التي تُعدّل المحتوى والتغذية الراجعة بناءً على أداء الطالب – الأثر الأكبر في تحسين الدرجات وفهم المفاهيم.
ومع اعتماد مؤسسات التعليم على تقنيات EdTech، بدأت بإعادة النظر في أساليب التدريس والتقييم لديها. ويقول ٤٥٪ من المشاركين الذين تستخدم مؤسساتهم تقنيات EdTech إنهم أعادوا تصميم بعض أساليب التدريس التقليدية جذرياً لتحقيق دمجٍ أكثر فعالية للأدوات الرقمية.
مستقبل الصف الدراسي: دمج الذكاء الاصطناعي والتعلّم البشري
انضمّوا إلى أبرز خبراء التكنولوجيا التعليمية، الدكتورة مريم أكبري والمهندس نويد رستكار، لمناقشة كيفية قدرة الذكاء الاصطناعي على إثراء تجارب التعلّم ودعم المعلّمين في دورهم الجديد كميسّرين.
إشراف المعلّمين واستخدام البيانات في التعلّم القائم على التكنولوجيا
تضمّ مؤسسات التعليم معلّمين يشرفون على استخدام الطلاب لأدوات EdTech ومتابعة تقدمهم، رغم أنّ مستوى هذا الإشراف والتدخل يختلف اختلافاً كبيراً بين المؤسسات. ويقول ٥٢٪ من المشاركين في المؤسسات التي تعتمد EdTech إن المعلّمين يراجعون بانتظام بيانات أداء الطلاب عبر المنصّات الرقمية لتحديد نقاط الضعف وتقديم الدعم الموجّه — على سبيل المثال، قبل الامتحانات المهمة أو لتعديل خطط الدروس الإثرائية (الشكل ٦).
في المقابل، يشير حوالي ٣٠٪ إلى أنّ هذه المتابعة تتم بشكل أقل، أو أنّ المعلّمين لم يتلقّوا التدريب الكافي على استخدام هذه البيانات. كما أن المشاركين الذين ينتمون إلى مؤسسات تستثمر بشكل كبير في تدريب المعلمين وبُنى EdTech التحتية أكثر ميلاً للتأكيد على وجود إشرافٍ فعّال ودعمٍ حقيقي للتعلّم المخصص.